«مقبولة» قصة قصيرة للكاتب سمير عبد العزيز

سمير عبد العزيز
سمير عبد العزيز

 كانت مقبولة فتاة يافعة جميلة مليئة بالحيوية والطاقة.. في السادسة عشرة من عمرها وتزيد قليلا.. لا تزال ملامح الطفولة بادية عليها فهي حتى الأمس القريب كانت تلعب لعبة "الأولى "ونط الحبل.. لديها من الأشقاء خمسة هي أكبرهم.

تعلق بها فتيان الحارة ربما لجمالها أو لجرأتها.. اعتادت أن ترتدي بنطال جينز وقميصا أبيض مربوطة أطرافه عند الخصر وتنتعل حذاء رياضيا.. لم تنل قسطا من التعليم بسبب الفقر.

كانت تساعد أبيها في عمله بنقل وجلب الأشياء على عربة كارو.. بسيطة هي أحلامها ولكنها بدت في عينيها مستحيلة.

في عصر أحد الأيام كنت عائدا الى المنزل.. كان التلفاز من إحدى المقاهي القريبة من الحارة يردد خطاب أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي.

وجدت الحارة نظيفة على غير العادة وتزينت بمصابيح كهربائية ملونة وأقمشة الفراشة المبهجة ورصت الكراسي، وطبل وزمر وأغاني وزغاريد تملأ سماء الحارة، وبجوار منزل مقبولة أستقر كرسيين مدهبين كبيرين.. عرفت أن مقبولة ستتزوج من رجل خليجي وسوف تسافر معه.

مضى عام أو يزيد وعادت مقبولة بعد أن طلقها زوجها.. ولكنها لم تعد الفتاة اليافعة الجميلة التي ألفناها فقد كبرت قبل الأوان وملأ الحزن عينيها وغلف وجهها الوجد والصمت.